قال الله تعالى : [ وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه.. إلى.. ولا هم ينصرون ] سورة البقرة من آية (116) إلى نهاية آية (123).
المناسبة :
لما ذكر تعالى افتراء اليهود والنصارى ، وزعمهم أن الجنة خاصة بهم لا يشاركهم فيها أحد ، أعقبه بذكر بعض قبائحهم ، وقبائح المشركين في ادعائهم أن لله ولدا ، حيث زعم اليهود أن عزيرا ابن الله ، وزعم النصارى أن المسيح ابن الله ، وزعم المشركون أن الملائكة بنات الله ، فأكذبهم الله جميعا ، ورد دعواهم ، بالحجة الدامغة والبرهان القاطع.
اللغة :
[ سبحانه ] سبحان مصدر سبح بمعنى نزه ومعناه التبرئة والتنزيه عما لا يليق بجلاله تعالى
[ قانتون ] مطيعون خاضعون من القنوت والطاعة والخضوع
[ بديع ] البديع : المبدع ، والإبداع : الاختراع والابتكار ، وهو اختراع الشيء على غير مثال سبق
[ قضى ] أراد وقدر
[ بشيرا ] البشير : المبشر وهو المخبر بالأمر الصادق السار
[ نذيرا ] النذير : المنذر وهو المخبر بالأمر المخوف ليحذر منه
[ الجحيم ] المتأجج من النار
[ ملتهم ] أي دينهم وجمعها ملل ، وأصل الملة : الطريقة المسلوكة ، ثم جعلت اسما للشريعة التى أنزلها الله
[ عدل ] فداء.
التفسير :
[ وقالوا اتخذ الله ولدا ] هو قول اليهود والنصارى والمشركين فاليهود قالوا : عزير ابن الله ، والنصارى قالوا : المسيح ابن الله والمشركون قالوا : الملائكة بنات الله ، فأكذب الله الجميع في دعواهم فقال
[ سبحانه ] أي تقدس وتنزه عما زعموا تنزهاً بليغا
[ بل له ما في السموات والأرض ] بل للإضراب أي ليس الأمر كما زعموا ، بل هو جل وعلا خالق جميع الموجودات ، التي من جملتها عزير ، والمسيح ، والملائكة
[ كل له قانتون ] أي الكل منقادون له ، لا يستعصي شيء منهم على تقديره ومشيئته
[ بديع السموات والأرض ] أي خالقهما ومبدعهما على غير مثال سبق
[ وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ] أي إذا أراد
إيجاد شيء ، حصل من غير امتناع ولا مهلة ، فمتى أراد شيئا وجد بلمح البصر ، فمراده
نافذ وأمره لا يتخلف [ وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ]
[ وقال الذين لا يعلمون ] المراد بهم جهلة المشركين وهم كفار قريش
[ لولا يكلمنا الله ] أي هلا يكلمنا الله مشافهة أو بإنزال الوحي علينا بأنك رسوله
[ أو تأتينا آية ] أي تجيئنا يا محمد بحجة ساطعة ، تكون برهانا على صدق نبوتك ، قالوا ذلك استكبارا وعنادا
[ كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم ] أي مثل هذا الباطل الشنيع ، قال المكذبون من أسلافهم لرسلهم
[ تشابهت قلوبهم ] أي قلوب هؤلاء ومن قبلهم ، في العمى والعناد والتكذيب للأنبياء ، وفي هذا تسلية له (صلى الله عليه وسلم)
[ قد بينا الآيات لقوم يوقنون ] أي قد وضحنا الأدلة وأقمنا البراهين لقوم يطلبون الحق واليقين ، وكلها ناطقة بصدق ما جئت به
[ إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ] أي أرسلناك يا محمد بالشريعة النيرة والدين القويم ، بشيرا للمؤمنين بجنات النعيم ، ونذيرا للكافرين من عذاب الجحيم
[ ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ] أي أنت يا محمد لست مسؤولا عمن لم يؤمن منهم ، بعد أن بذلت الجهد في دعوتهم [ إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ]
[ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ] أي لن ترضى عنك الطائفتان (اليهود والنصارى) حتى تترك الإسلام المنير ، وتتبع دينهم الأعوج
[ قل إن الهدى هدى الله ] أي قل لهم يا محمد : إن الإسلام هو الدين الحق وما عداه فهو ضلال
[ ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ] أي ولئن سايرتهم على آرائهم الزائفة ، وأهوائهم الفاسدة ، بعدما ظهر لك الحق بالبراهين الساطعة ، والحجج القاطعة
[ ما لك من الله من ولي ولا نصير ] أي ليس لك من يحفظك أو يدفع عنك عقابه الأليم
[ الذين آتيناهم الكتاب ] ثناء من الله تعالى على طائفة من اليهود والنصارى أسلموا
[ يتلونه حق تلاوته ] أي يقرؤونه قراءة حقة كما أنزل
[ أولئك يؤمنون به ] أي فأولئك هم المؤمنون حقا ، دون المعاندين المحرفين لكلام الله
[ ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون ] أي ومن كفر بالقرآن فقد خسر دنياه وآخرته
[ يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ] أي اذكروا نعمي الكثيرة عليكم وعلى آبائكم
[ وأني فضلتكم على العالمين ] أي واذكروا تفضيلي لكم على سائر الأمم في زمانكم
[ واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ] أي خافوا ذلك اليوم الرهيب ، الذي لا تغني فيه نفس عن نفس ، ولا تدفع عنها من عذاب الله شيئا ، لأن كل نفس بما كسبت رهينة
[ ولا يقبل منها عدل ] أي لا يقبل منها فداء
[ ولا تنفعها شفاعة ] أي لا تفيدها شفاعة أحد ، لأنها كفرت بالله ، كما قال سبحانه : [ فما تنفعهم شفاعة الشافعين ]
[ ولا هم ينصرون ] أي لا يدفع عنهم أحد عذاب الله ، ولا يجيرهم وينقذهم من سطوة عقابه!.
البلاغة :
1- [ سبحانه ] جملة اعتراضية وفائدتها بيان بطلان دعوى الظالمين الذين زعموا لله الولد ، قال أبو السعود : وفيه من التنزيه البليغ من حيث الاشتقاق من " السبح " ومن جهة النقل إلى التفعيل " التسبيح " ومن جهة العدول إلى المصدر ما لا يخفى ، والمراد أنزهه تنزيها لائقا به.
2- [ كل له قانتون ] صيغة جمع العقلاء في [ قانتون ] للتغليب أي تغليب العقلاء على غير العقلاء ، والتغليب من الفنون المعدودة في محاسن البيان.
3- التعبير عن الكافرين والمكذبين بكلمة [ أصحاب الجحيم ] إيذان بأن أولئك المعاندين من المطبوع على قلوبهم ، فلا يرجى منهم الرجوع عن الكفر والضلال إلى الإيمان والإذعان.
4- إيراد الهدى معرفا بأل في قوله : [ هو الهدى ] يفيد قصر الهداية على (دين الإسلام) ، فالإسلام هو الهدى كله ، وما عداه فهو هوى وعمى.
[ وقال الذين لا يعلمون ] المراد بهم جهلة المشركين وهم كفار قريش
[ لولا يكلمنا الله ] أي هلا يكلمنا الله مشافهة أو بإنزال الوحي علينا بأنك رسوله
[ أو تأتينا آية ] أي تجيئنا يا محمد بحجة ساطعة ، تكون برهانا على صدق نبوتك ، قالوا ذلك استكبارا وعنادا
[ كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم ] أي مثل هذا الباطل الشنيع ، قال المكذبون من أسلافهم لرسلهم
[ تشابهت قلوبهم ] أي قلوب هؤلاء ومن قبلهم ، في العمى والعناد والتكذيب للأنبياء ، وفي هذا تسلية له (صلى الله عليه وسلم)
[ قد بينا الآيات لقوم يوقنون ] أي قد وضحنا الأدلة وأقمنا البراهين لقوم يطلبون الحق واليقين ، وكلها ناطقة بصدق ما جئت به
[ إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ] أي أرسلناك يا محمد بالشريعة النيرة والدين القويم ، بشيرا للمؤمنين بجنات النعيم ، ونذيرا للكافرين من عذاب الجحيم
[ ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ] أي أنت يا محمد لست مسؤولا عمن لم يؤمن منهم ، بعد أن بذلت الجهد في دعوتهم [ إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ]
[ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ] أي لن ترضى عنك الطائفتان (اليهود والنصارى) حتى تترك الإسلام المنير ، وتتبع دينهم الأعوج
[ قل إن الهدى هدى الله ] أي قل لهم يا محمد : إن الإسلام هو الدين الحق وما عداه فهو ضلال
[ ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ] أي ولئن سايرتهم على آرائهم الزائفة ، وأهوائهم الفاسدة ، بعدما ظهر لك الحق بالبراهين الساطعة ، والحجج القاطعة
[ ما لك من الله من ولي ولا نصير ] أي ليس لك من يحفظك أو يدفع عنك عقابه الأليم
[ الذين آتيناهم الكتاب ] ثناء من الله تعالى على طائفة من اليهود والنصارى أسلموا
[ يتلونه حق تلاوته ] أي يقرؤونه قراءة حقة كما أنزل
[ أولئك يؤمنون به ] أي فأولئك هم المؤمنون حقا ، دون المعاندين المحرفين لكلام الله
[ ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون ] أي ومن كفر بالقرآن فقد خسر دنياه وآخرته
[ يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم ] أي اذكروا نعمي الكثيرة عليكم وعلى آبائكم
[ وأني فضلتكم على العالمين ] أي واذكروا تفضيلي لكم على سائر الأمم في زمانكم
[ واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ] أي خافوا ذلك اليوم الرهيب ، الذي لا تغني فيه نفس عن نفس ، ولا تدفع عنها من عذاب الله شيئا ، لأن كل نفس بما كسبت رهينة
[ ولا يقبل منها عدل ] أي لا يقبل منها فداء
[ ولا تنفعها شفاعة ] أي لا تفيدها شفاعة أحد ، لأنها كفرت بالله ، كما قال سبحانه : [ فما تنفعهم شفاعة الشافعين ]
[ ولا هم ينصرون ] أي لا يدفع عنهم أحد عذاب الله ، ولا يجيرهم وينقذهم من سطوة عقابه!.
البلاغة :
1- [ سبحانه ] جملة اعتراضية وفائدتها بيان بطلان دعوى الظالمين الذين زعموا لله الولد ، قال أبو السعود : وفيه من التنزيه البليغ من حيث الاشتقاق من " السبح " ومن جهة النقل إلى التفعيل " التسبيح " ومن جهة العدول إلى المصدر ما لا يخفى ، والمراد أنزهه تنزيها لائقا به.
2- [ كل له قانتون ] صيغة جمع العقلاء في [ قانتون ] للتغليب أي تغليب العقلاء على غير العقلاء ، والتغليب من الفنون المعدودة في محاسن البيان.
3- التعبير عن الكافرين والمكذبين بكلمة [ أصحاب الجحيم ] إيذان بأن أولئك المعاندين من المطبوع على قلوبهم ، فلا يرجى منهم الرجوع عن الكفر والضلال إلى الإيمان والإذعان.
4- إيراد الهدى معرفا بأل في قوله : [ هو الهدى ] يفيد قصر الهداية على (دين الإسلام) ، فالإسلام هو الهدى كله ، وما عداه فهو هوى وعمى.
تنبيه :
قال القرطبي : [ بديع السموات والأرض ] أي منشئها وموجدها ومبدعها ومخترعها على غير حد ولا مثال ، وكل من أنشأ ما لم يسبق إليه ، قيل له مبدع ، ومنه أصحاب البدع ، وسميت البدعة (بدعة) لأن قائلها ابتدعها من غير فعل أو مقال إمام ، وفي البخاري " نعمت البدعة هذه " يعني قيام رمضان.. ثم قال : وكل بدعة صدرت من مخلوق فلا يخلو أن يكون لها أصل فى الشرع أو لا ؟ فإن كان لها أصل فهي في حيز المدح ، ويعضده قول عمر " نعمت البدعة هذه " وإلا فهي في حيز الذم والإنكار ، وقد بين هذا الحديث الشريف " من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها.. ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها.. " .
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء