قال الله تعالى : [ ألم – ذلك الكتاب لا ريب فيه.. إلى ..
وأولئك هم المفلحون ] . من آية (1) إلى نهاية آية (5).
اللغة :
[ ريب ] الريب : الشك وعدم الطمأنينة يقال : ارتاب ، وأمر مريب إذا كان فيه شك وريبة ، قال الزمخشري : الريب مصدر رابه إذا أحدث له الريبة وهى قلق النفس واضطرابها ، ومنه ريب الزمان لنوائبه
[ المتقين ] أصل التقوى مأخوذ من اتقاء المكروه بما تجعله حاجزاً بينك وبينه ، قال النابغة : سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فتناولته واتقتنا باليد
فالمتقى هو الذي يقي نفسه مما يضرها ، وهو الذى يتقى عذاب الله بطاعته ، وجماع التقوى أن يمتثل العبد الأوامر ، ويجتنب النواهي
[ الغيب ] ما غاب عن الحواس ، وكل شئ مستور فهو غيب ، كالجنة ، والنار ، والحشر والنشر قال الراغب : الغيب ما لا يقع تحت الحواس
[ المفلحون ] الفلاح : الفوز والنجاح قال أبو عبيدة : كل من أصاب شيئا من الخير فهو مفلح وقال البيضاوي : المفلح : الفائز بالمطلوب كأنه الذى انفتحت له وجوه الظفر ، وأصل الفلح فى اللغة : الشق والقطع ، ومنه قولهم فى الأمثال " إن الحديد بالحديد يفلح " أي يشق ، ولذلك سمى الفلاح فلاحاً ، لأنه يشق الأرض بالحراثة
[ كفروا ] الكفر لغة : ستر النعمة ولهذا يسمى الكافر كافراً لأنه يجحد النعمة ويسترها ، ومنه قيل للزارع ولليل كافر ، قال تعالى [ أعجب الكفار نباته ] أي أعجب الزراع ، وسمى الليل كافرا لأنه يغطي كل شيء بسواده
[ أنذرتهم ] الإنذار : الإعلام مع التخويف ، فإن خلا من التخويف فهو إعلام وإخبار ، لا إنذار
[ ختم ] الختم : التغطية على الشئ والطبع عليه حتى لا يدخل شيء ، ومنه ختم الكتاب.
[ غشاوة ] الغشاوة : الغطاء من غشاه إذا غطاه ، ومنه الغاشية وهى القيامة ، لأنها تغشى الناس بأهوالها وشدائدها!!.
التفسير :
[ ريب ] الريب : الشك وعدم الطمأنينة يقال : ارتاب ، وأمر مريب إذا كان فيه شك وريبة ، قال الزمخشري : الريب مصدر رابه إذا أحدث له الريبة وهى قلق النفس واضطرابها ، ومنه ريب الزمان لنوائبه
[ المتقين ] أصل التقوى مأخوذ من اتقاء المكروه بما تجعله حاجزاً بينك وبينه ، قال النابغة : سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فتناولته واتقتنا باليد
فالمتقى هو الذي يقي نفسه مما يضرها ، وهو الذى يتقى عذاب الله بطاعته ، وجماع التقوى أن يمتثل العبد الأوامر ، ويجتنب النواهي
[ الغيب ] ما غاب عن الحواس ، وكل شئ مستور فهو غيب ، كالجنة ، والنار ، والحشر والنشر قال الراغب : الغيب ما لا يقع تحت الحواس
[ المفلحون ] الفلاح : الفوز والنجاح قال أبو عبيدة : كل من أصاب شيئا من الخير فهو مفلح وقال البيضاوي : المفلح : الفائز بالمطلوب كأنه الذى انفتحت له وجوه الظفر ، وأصل الفلح فى اللغة : الشق والقطع ، ومنه قولهم فى الأمثال " إن الحديد بالحديد يفلح " أي يشق ، ولذلك سمى الفلاح فلاحاً ، لأنه يشق الأرض بالحراثة
[ كفروا ] الكفر لغة : ستر النعمة ولهذا يسمى الكافر كافراً لأنه يجحد النعمة ويسترها ، ومنه قيل للزارع ولليل كافر ، قال تعالى [ أعجب الكفار نباته ] أي أعجب الزراع ، وسمى الليل كافرا لأنه يغطي كل شيء بسواده
[ أنذرتهم ] الإنذار : الإعلام مع التخويف ، فإن خلا من التخويف فهو إعلام وإخبار ، لا إنذار
[ ختم ] الختم : التغطية على الشئ والطبع عليه حتى لا يدخل شيء ، ومنه ختم الكتاب.
[ غشاوة ] الغشاوة : الغطاء من غشاه إذا غطاه ، ومنه الغاشية وهى القيامة ، لأنها تغشى الناس بأهوالها وشدائدها!!.
التفسير :
ابتدأت السورة الكريمة بذكر أوصاف المتقين ، وابتداء السورة
بالحروف المقطعة [ ألم ] وتصديرها بهذه الحروف الهجائية ، يجذب أنظار المعرضين عن
هذا القرآن ، إذ يطرق أسماعهم لأول وهلة ، ألفاظ غير مألوفة فى تخاطبهم ، فينتبهوا
إلى ما يلقى إليهم من آيات بينات ، وفى هذه الحروف وأمثالها تنبيه على "
إعجاز القرآن " فإن هذا الكتاب منظوم من عين ما ينظمون منه كلامهم ، فإذا
عجزوا عن الاتيان بمثله ، فذلك أعظم برهان على (إعجاز القرآن)!! يقول العلامة ابن
كثير رحمه الله : إنما ذكرت هذه الحروف فى أوائل السور بيانا لإعجاز القرآن ، وأن
الخلق عاجزون عن معارضته بمثله ، مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التى يتخاطبون
بها ، وهو قول جمع من المحققين ، وقد قرره الزمخشري فى تفسيره الكشاف ، ونصره أتم
نصر ، وإليه ذهب الإمام " ابن تيمية " ثم قال : ولهذا كل سورة افتتحت
بالحروف ، فلابد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن ، وبيان إعجازه وعظمته ، مثل [ الم
، ذلك الكتاب ] [ المص ، كتاب أنزل إليك ] ، [ الم ، تلك آيات الكتاب الحكيم ] ، [
حم ، والكتاب المبين ، إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ] وغير ذلك من
الآيات الدالة على إعجاز القرآن. ثم قال تعالى :
[ ذلك الكتاب لا ريب فيه ] أي هذا القرآن المنزل عليك يا محمد ، هو الكتاب الذي لا يدانيه كتاب [ لا ريب فيه ] أي لا شك في أنه من عند الله ، لمن تفكر وتدبر ، أو ألقى السمع وهو شهيد
[ هدى للمتقين ] أي هاد للمؤمنين المتقين ، الذين يتقون سخط الله ، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، ويدفعون عذابه بطاعته ، قال ابن عباس : المتقون هم الذين يتقون الشرك ، ويعملون بطاعة الله ، وقال الحسن البصري : اتقوا ما حرم عليهم ، وأدوا ما افترض عليهم.. ثم بين تعالى صفات هؤلاء المتقين فقال :
[ الذين يؤمنون بالغيب ] أي يصدقون بما غاب عنهم ولم تدركه حواسهم ، من البعث ، والجنة ، والنار ، والصراط ، والحساب ، وغير ذلك من كل ما أخبر عنه القرآن أو النبى عليه الصلاة والسلام
[ ويقيمون الصلاة ] أي يؤدونها على الوجه الأكمل بشروطها وأركانها ، وخشوعها وآدابها قال ابن عباس : إقامتها : إتمام الركوع والسجود ، والتلاوة والخشوع
[ ومما رزقناهم ينفقون ] أي ومن الذي أعطيناهم من الأموال ينفقون ويتصدقون ، في وجوه البر والإحسان ، والآية عامة تشمل الزكاة ، والصدقة ، وسائر النفقات ، وهذا اختيار ابن جرير ، وروي عن ابن عباس أن المراد بها زكاة الأموال ، قال ابن كثير : كثيرا ما يقرن تعالى بين الصلاة والإنفاق من الأموال ، لأن الصلاة حق الله ، وهى مشتملة على توحيده وتمجيده والثناء عليه ، والإنفاق هو الإحسان إلى المخلوقين وهو حق العبد ، فكل من النفقات الواجبة ، والزكاة المفروضة داخل الآية الكريمة
[ والذين يؤمنون بما أنزل إليك ] أى يصدقون بكل ما جئت به عن الله تعالى
[ وما أنزل من قبلك ] أى وبما جاءت به الرسل من قبلك ، لا يفرقون بين كتب الله ، ولا بين رسله
[ وبالآخرة هم يوقنون ] أي ويعتقدون اعتقاداً جازماً لا يلابسه شك أو ارتياب بالدار الآخرة التى تتلو الدنيا ، بما فيها من بعث ، وجزاء وجنة ، ونار ، وحساب ، وميزان ، وإنما سميت الدار الآخرة لأنها بعد الدنيا
[ أولئك على هدى من ربهم ] أى أولئك المتصفون بما تقدم من الصفات الجليلة ، على نور وبيان وبصيرة من الله
[ وأولئك هم المفلحون ] أي وأولئك هم الفائزون بالدرجات العالية الرفيعة فى جنات النعيم.
البلاغة :
تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :
1- المجاز العقلي [ هدى للمتقين ] أسند الهداية للقرآن وهو من الإسناد للسبب ، والهادي فى الحقيقة هو (الله رب العالمين) ففيه مجاز عقلي.
[ ذلك الكتاب لا ريب فيه ] أي هذا القرآن المنزل عليك يا محمد ، هو الكتاب الذي لا يدانيه كتاب [ لا ريب فيه ] أي لا شك في أنه من عند الله ، لمن تفكر وتدبر ، أو ألقى السمع وهو شهيد
[ هدى للمتقين ] أي هاد للمؤمنين المتقين ، الذين يتقون سخط الله ، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، ويدفعون عذابه بطاعته ، قال ابن عباس : المتقون هم الذين يتقون الشرك ، ويعملون بطاعة الله ، وقال الحسن البصري : اتقوا ما حرم عليهم ، وأدوا ما افترض عليهم.. ثم بين تعالى صفات هؤلاء المتقين فقال :
[ الذين يؤمنون بالغيب ] أي يصدقون بما غاب عنهم ولم تدركه حواسهم ، من البعث ، والجنة ، والنار ، والصراط ، والحساب ، وغير ذلك من كل ما أخبر عنه القرآن أو النبى عليه الصلاة والسلام
[ ويقيمون الصلاة ] أي يؤدونها على الوجه الأكمل بشروطها وأركانها ، وخشوعها وآدابها قال ابن عباس : إقامتها : إتمام الركوع والسجود ، والتلاوة والخشوع
[ ومما رزقناهم ينفقون ] أي ومن الذي أعطيناهم من الأموال ينفقون ويتصدقون ، في وجوه البر والإحسان ، والآية عامة تشمل الزكاة ، والصدقة ، وسائر النفقات ، وهذا اختيار ابن جرير ، وروي عن ابن عباس أن المراد بها زكاة الأموال ، قال ابن كثير : كثيرا ما يقرن تعالى بين الصلاة والإنفاق من الأموال ، لأن الصلاة حق الله ، وهى مشتملة على توحيده وتمجيده والثناء عليه ، والإنفاق هو الإحسان إلى المخلوقين وهو حق العبد ، فكل من النفقات الواجبة ، والزكاة المفروضة داخل الآية الكريمة
[ والذين يؤمنون بما أنزل إليك ] أى يصدقون بكل ما جئت به عن الله تعالى
[ وما أنزل من قبلك ] أى وبما جاءت به الرسل من قبلك ، لا يفرقون بين كتب الله ، ولا بين رسله
[ وبالآخرة هم يوقنون ] أي ويعتقدون اعتقاداً جازماً لا يلابسه شك أو ارتياب بالدار الآخرة التى تتلو الدنيا ، بما فيها من بعث ، وجزاء وجنة ، ونار ، وحساب ، وميزان ، وإنما سميت الدار الآخرة لأنها بعد الدنيا
[ أولئك على هدى من ربهم ] أى أولئك المتصفون بما تقدم من الصفات الجليلة ، على نور وبيان وبصيرة من الله
[ وأولئك هم المفلحون ] أي وأولئك هم الفائزون بالدرجات العالية الرفيعة فى جنات النعيم.
البلاغة :
تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :
1- المجاز العقلي [ هدى للمتقين ] أسند الهداية للقرآن وهو من الإسناد للسبب ، والهادي فى الحقيقة هو (الله رب العالمين) ففيه مجاز عقلي.
3- تكرير الإشارة [ أولئك على هدى ] [ وأولئك هم المفلحون ] للعناية بشأن المتقين ، وجئ بالضمير [ هم ] ليفيد الحصر كأنه قال : هم المفلحون لا غيرهم.
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء